السياسة السودانية

مستقبل الدعم السريع – النيلين

[ad_1]

● هناك احتمال راجح جداً بانشقاق الدعم السريع ، وربما تشظيه لعدة مجموعات مختلفة وعلى أسس مختلفة (مناطقية ، قبلية ، إثنية) ، وذلك لعدة أسباب .. أهمها:-
1️⃣جميع حركات التمرد التي انطلقت في السودان منذ أنانيا 1 وحتى حركات تمرد دارفور .. انتهى أمرها إلى الانقسام المتعدد.
2️⃣الفشل في إحراز انتصار وإطالة أمد الحرب.
3️⃣قوات الدعم السريع تقاتل بعيداً عن مواطنها الأصلية وفي بيئة معادية لها.
4️⃣توالي الهزائم العسكرية والنفسية وتزايد الخسائر في الأرواح والعتاد ، وتتابع الانتكاسات السياسية والدبلوماسية والقانونية والإعلامية.
5️⃣فقدان القيادة التاريخية وما يمليه ذلك من صراع على مقعد القيادة.
6️⃣تفاقم الصراعات المسلحة داخل المكونات المجتمعية لقوات الدعم السريع.
7️⃣عدم تكافؤ الفرص داخل هذه القوات والحرب فاقمت خلط الأوراق.
8️⃣تباين الرؤى حول الكيفية التي ينبغي أن تنتهي بها الحرب.
9️⃣إسقاطات الإنشطة الاستخبارية الأجنبية وتقاطعاتها بسبب تضارب المصالح.
🔟النشاط الإيجابي الرسمي والمجتمعي ولاسيما نشاط وأصوات الحكماء والعقلاء من بعض المكونات الاجتماعية ذات الثِّقَل في الدعم السريع.
● من المتوقع جداً أن أي عملية سلام أو تسوية ستكون بمثابة نقطة الارتكاز لعملية الانشطار الأولى ، وليس من المستبعد أن تنتهي بفسيفساء دعم سريع على غرار ما حدث لحركات دارفور التي أصيب بمتلازمة انشقاقات متصلة تمخَّض عنها عشرات الحركات المسلحة ، ولا شك بأن ذلك سيجعل من أي إتفاق سلام .. مجرد عملية اقتسام وظائف وأموال واستطالة في اختطاف السُّلطة وتغييب الشعب دون أي إضافة إيجابية في ميزان السلام والاستقرار أو الحُكم المدني الديمقراطي الذي أصبح هو قميص عثمان السودان ، وكما لم يعصم سلام جوبا الحركات المنضوية تحته من استمرار انشطارها الأميبي .. فإن سلام جدة (أو أي عاصمة أجنبية أخرى) سيكون بمثابة نقل العدوى من حركات الكفاح المسلح إلى الدعم السريع ، ولا عزاء ولا سلوى لمن أدمنوا تجريب المُجَرَّب.
● هزيمة الدعم السريع وإخضاعه عسكرياً (وهذا ممكن وغير عسير كما قد يظن الكثيرون ولكنه يحتاج إرادة وعزم وحشد قوى الدولة الشاملة للمعركة) ، أو تكثيف الجهود الإيجابية والإستخبارية ليفيئ الدعم السريع إلى الحق (وهذا هو الأسهل والأصوب في تقديري الشخصي) .. وكلاهما سيفضي إلى استسلام الدعم السريع للدولة السودانية وإرادة شعبها ، وليس في ذلك عيب أو عار .. بل على العكس تماماً .. فهو موقفٌ شجاعٌ للاعتراف بالخطأ والاستعداد لتحمل المسئولية وانحيازٌ لإرادة الشعب ومستقبل الأجيال … وفي كلا الحالتين فإن معالجة أمر الدعم السريع ستكون كالآتي:
1️⃣تكوين لجنة تحقيق عسكرية لبحث ملابسات اندلاع الحرب وتحديد المسئولين عنها من العسكريين والمدنيين ، وتحديد مجرمي الحرب الذين تثبت عليهم أي جريمة من الجانبين وتقديمهم للمحاكمة ، مع أهمية النظر في مختلف الشكاوى من العسكريين والمدنيين في هذا الصدد ، وكذلك تحديد أولئك الذين لا يُشتبه في ارتكابهم أي جريمة لتبرِأتهم أمام القضاء.
2️⃣كل قوات الدعم السريع التي استسلمت بمجرد اندلاع الحرب ولم تنخرط في عمليات القتال يتم استيعابهم داخل القوات المسلحة وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لذلك ، ويُضاف إليهم الذين تمت تبرِأتهم قضائياً ، مع ضرورة إخضاعهم جميعاً للبرامج اللازمة لإعادة التأهيل.
3️⃣محاكمة كل المرتزقة الأجانب في صفوف الدعم السريع باعتبارهم مجرمي حرب.
4️⃣إخضاع بقية قوات الدعم السريع لبرنامج نزع السلاح وإعادة التأهيل والدمج DDR على أن تكون مشروعات إعادة التأهيل والدمج مشروعات عملية وموضوعية لتحقيق أهدافها بشكل حقيقي وبما يكفل لهم حياة كريمة.
5️⃣يجب أن يتزامن ذلك مع إجراءات سياسية حتمية من أهمها انطلاق برنامج مصالحة وطنية شامل يتم فيه التركيز على التعافي المجتمعي بين مكونات الشعب السوداني بأكثر مما يُعنى بالتوافق بين القوى السياسية على أهميته ، بالإضافة إلى إنطلاق برنامج عدالة انتقالية تنظر في مختلف مسارب ومنعطفات المسار الوطني منذ الاستقلال ، كما أنه من الأهمية بمكان أن تكون قد اكتملت قبل ذلك كل الترتيبات الأمنية لكل الحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا.
● إن الإصرار على ضرورة إخضاع الدعم السريع واستسلامه لا تنبعث من رغبة مشاعرية في الانتقام أو التشفِّي ، وإنما تُمليها ضرورات واقعية ، وتجنُّب تكرار الوقوع في ذات الأخطاء الوطنية التي فاقمت الأزمات ، وكرَّست تقويض الأستقرار ، وأثرت الانتهازية السياسية ، ومنهجت استدامة الحروب في البلاد … ومن لم يعِظه تاريخ الحركات المسلحة وهذه الحرب فلا واعِظ له.

اللواء (م) مازن محمد إسماعيل

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى