السياسة السودانية

الطاهر ساتي يكتب: القذافي فكرة..!!

[ad_1]

:: لمُعمر القذافي عليه رحمة الله، أقوال وموافق مُدهشة.. وعلى سبيل المثال، عندماً أعلن شباب ليبيا عن ثورتهم، كان أول خطاب للقذافي، مخاطباً الشباب الثائر: (وأنا راح أطلع معاكم، علشان نبني ليبيا).. وعندما اشتعلت الثورة، وفقد القذافي السيطرة عليها، خاطب الشعب: (النسوان تطلع ولادها، والرجالة يطلعوا ولادهم، علشان نسيطر على ليبيا).. هذا غير الخطاب الشهير الذي نصح فيه شباب الثورة بالجلوس مع ابنه سيف الإسلام، ليحل قضاياهم.. هكذا كان القذافي يحدث نفسه بأنه جزء من الثورة والتغيير..!!

:: ويبدو أن القذافي فكرة.. وعلى سبيل مثال لتمدد الفكرة، يوم الأحد الماضي، قرأت بياناً ثورياً صاخباً يطالب الشباب بالمشاركة في مواكب 19 ديسمبر، وهي المواكب الرافضة للتسوية الثنائية المسماة بالاتفاق الإطاري.. والبيان الثوري الصاخب لم يكن بتوقيع تحالف التغيير الجذري، ولا بتوقيع تحالف الكتلة الديمقراطية، ولا بتوقيع تحالف نداء السودان، ولو كان كذلك لما لفت الانتباه، باعتبار أن هذه التحالفات الثلاثة هي الرافضة للاتفاق الإطاري.. ولكن المدهش أن البيان كان بتوقيع المسماة بالحركة الشعبية التيار الثوري..!!

:: وكما تعلمون قإن الحركة الشعبية للتيار الثوري هي ياسر عرمان وبثينة دينار و(31 شخصاً)، كما قال فولكر في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن بتاريخ 7 ديسمبر الجاري، ولولا هذه الإحصائية الدقيقة لذهب بنا الظن بأن أعضاء التيار الثوري يُعدون بالمئات، ولكن قطع فولكر قول كل خطيب، فله الشكر.. وعلى كل، بغض النظر عن الحجم والوزن السياسي، فمن المدهش أن يثور ياسر عرمان – المسمى بالتيار الثوري – مع الثائرين ضد التسوية الثنائية المسماة بالاتفاق الإطاري..!!

:: فالشاهد أن عرمان من عُمال الاتفاق الإطاري، وليس من المهندسين مثل فولكر.. وكما ذكرت، باع الرجل رفقاء الفكر بتحالف التغيير الجذري، ورفقاء السلاح بتحالف الكتلة الديمقراطية، ليعمل في التسوية الثنائية (الاتفاق الإطاري).. وتبريره الغريب للتسوية الثنائية هي أنها تقطع الطريق أمام قوى الإسلام السياسي، وكأن المؤتمر الشعبي وأنصار السنة من قوى (الإسلام الرياضي).. فالتحالف الإطاري لا يتكئ على فكرة أو مشروع غير رغبتهم في الجلوس على الكراسي المحمية بالجيش والدعم السريع، وليس بالأفكار والمشاريع..!!

:: ولو أصبح البحث عن الكراسي بالوسائل غير المشروعة مألوفاً في بلادنا، فغير المألوف هو أن يحرض عرمان الشباب على المشاركة في المواكب الرافضة لتسوية سيادته من (عُمالها).. وعليه، بمثل هذا البيان الداعي للمواكب يسعى عرمان للجمع بين الحكومة والمعارضة، أو كما كان يفعل في عهد حكومة البشير وسلفاكير (نيفاشا).. ولكن هذا النهج لا يصلح للتكسب السياسي بعد (ثورة الوعي)، بحيث تمايزت الأشياء بكل وضوح، ولم يعد الوعي الشعبي قطيعاً يهتف للشيء وضده..!!

صحيفة اليوم التالي

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى