السياسة السودانية

🔴 دكتور ياسر أبّشر: ياسر عرمان.. أيقونة انحطاط السياسة السودانية

🔴 دكتور ياسر أبّشر يكتب :
♦️ ياسر عرمان : أيقونة انحطاط السياسة السودانية ( 1 )
لما لَجّ أبو لهب في كفره وعصيانه وطغيانه ذكره الله تعالى بالإسم ، ووضعه الله تعالى في قرآنه الكريم في موضع الخسران والهلاك فقال إنه تَبّ وتَبَت يداه . ووصف الوليد بن المغير بأنه عتل أي جلف فظ غليظ ، وزنيم أي دعي كابن الزّنى .
ويجوّز العلماء ذكر الفاسق المجاهر بمعاصيه ليجتنبه الناس .
هذا ، ولولا أنني وجدت هذا التشهير بأبي لهب في قرآن ربنا لما ذكرت من أنا بصدد من سأسمّيه . وثمة سبب آخر جعلني أضرب صفحاً عن ذكره بالإسم أمداً طويلاً ، وهو أنني أحتقره ، وأرى أن ذكري له فيه حَطٌّ من قدري ، وهبوط لقاع . وَمَنْ سأذكره اليوم هو ذلك المدعو ياسر عرمان .
كانت لي علاقة مِلؤها التقدير والإحترام مع دكتور إبراهيم الطيب الريح : ذلك المُحسن حياه الغمام . ودكتور إبراهيم الطيب الريح من علماء السودان الأجلّاء ، الذين أُوتُوا بسطة في العقل والمال. وهو ينفق من ماله في أعمال البِر والإحسان إنفاق من لا يخشى الفقر ، مع تواضعٍ جم و أصالةٍ تحببك في تقاليد الكرام .رحمك الله سيدي .
زرته مرة في منزله بلندن ، وكان التلفاز مفتوحاً بلا صوت على قناةٍ لا أذكرها ، فعرض صورة لياسر عرمان ، فتمعّر وجه الرجل العظيم والتفت إليّ قائلاً : الولد ده أنا بكرهو !!! واستعاذ بالله منه !!!
وكان شيخ إبراهيم يقُصُّ عليّ موقف ما يسمى ” نقابة الأطباء الشرعية ببريطانيا وأيرلندا ” من مبادرته لإرسال قوافل طبية تعالج الناس بالمجان في السودان ، يُمَوّلها هو . وكان يتحدث بألم عن النقابة الشيوعية التي عارضت مبادرته بحجة أن إرسال تلك القوافل للسودان تعتبرها دعم لحكومة البشير ، هذا في حين أن تلك النقابة كانت ترسل قوافل طبية وإمدادات دوائية بل وسيارات إسعاف لمناطق سيطرة قرنق وتسميها ” المناطق المحررة ” !!! وأثناء ذلك الحديث عن رفاق عرمان ظهرت صورة عرمان في التلفاز .
وفي عام 2010 رشَح عرمان نفسه لرئاسة الجمهورية باسم الحركة الشعبية ، وما كان ذلك إلّا لِقِلّة عقله وجهله بقدره . ولما وجد أن حركة قرنق لن تسانده قرر الإنسحاب . وكان مبارك الفاضل ترشح ثم قرر الانسحاب. ومفهوم لدي أن يترشح مبارك الفاضل فهو : ” ولداً قَدَل في عِزّة ” !!! حَتْ عرمان سوانا ……. !!!!
عقد مبارك الفاضل مؤتمراً صحفاً بقاعة الصداقة ليُعلُنَ انسحابه و انضم عرمان لذلك المؤتمر لنفس الغرض . وهما جالسان في المنصة تحركت بنات عرمان مندفعات نحوه اندفاع البنت المُحبّة لأبيها ، لكن عرمان جَابَه ذلك الحب بفظاظة وغلظة ، مشيراً لهن بيده ومنتهراً أن يعوداً لحيث كنّ جالسات !!! ياله من تصرف محرج من أبٍ قاسٍي القلب ٍذلك الذي كسر فيه قلوب بناته أمام الملأ .
جدير بالذكر أن جِد أولئك الزهرات لأمّهِنّ هو السلطان دينق سلطان دينكا انقونق ، والدينكا قومٌ تملؤهم العِزّة والكرامة Dignity والفخار بأنفسهم لدرجة أن كلمة دينكا تعني ” الناس ” ، ولكن عرمان معقّد .
يبدو أن العدوانية طبع متأصل في عرمان . فقد أشاع خلافات وصراعات بين قادة الحركة الشعبية بمجرد وصوله لأديس أبابا في الثمانينات ، مما عرضه للضرب منهم مراراً ، ولم يتسنى إنقاذه من فتكهم به إلّا تقريب قرنق له وجعله من بين من يحملون حقيبته .
وحتى حمدوك اشتكى لأصدقائه من عدوانيته وميوله لإشاعة الفرقة بين أفراد طاقمه حين عينه مستشاراً بمجلس الوزراء .
ويعود سبب طرده من حركة الحلو ثم من حركة عقار لهذا الميول العدواني المتأصل فيه وسعيه الذي لا يفتر على بث الفرقة والخلاف بين القادة .
في هذا الصدد قالت لي سيدة تفهم في السياسة السودانية وتعرف عرمان عن قرب ، إنها تثق أن لعرمان قدرة على ” فرتقة ” أي كيان سياسي ينضم له !!! .
المُحيَر ، والذي يشير بوضوح لقصر قامة معظم القادة السياسيين الذين تعج بهم الساحة الآن ، هو تقريبهم لعرمان .
عرمان كاد أن يكون رئيس حزب الأمة في عصر مريم وشقيقها صديق . مريم المعترفة بفشلها كوزيرة خارجية متحججةً بقلة الخبرة .
وعرمان يستغل جهل وسذاجة حميدتي وشقيقه عبدالرحيم بكل شيئ ليوجههم أنّى شاء ، فهو مستشارهم الأول المقرب .
عرمان هو الكوميسار Commissar لحزب الأمة ولحميدتي إخوان وعدد من شباب اليسار الأغرار . ولو أن عرماناً كان ذو علم وفكر ودراية بشؤون الحكم لكان ذلك منطقياً. ولكنهم قرّبوه وظلوا يسمعون تُرّهاته لفشو ” عدم العِرفة ” وانعدام الخبرة والتجربة لديهم ” والطشاش في بلد العمي شوف ” .
أمثال عرمان لا ترتفع لهم راية في سودان في قيادته الصادق المهدي والترابي وغازي عتباني ونقد والبشير . فانظر يا رعاك الله إلى أي دَرك انحدرنا !!!

دكتور ياسر أبّشر يكتب:
ياسر عرمان: أيقونة انحطاط السياسة السودانية (2)
في 11 يونيو 1985 شَنّ جيش قرنق هجوماً دموياً غادراً على قرية القردود الوادعة في جنوب كردفان، وقتلوا 150 من المواطنين العُزل ونهبوا ماشيتهم وحرقوا منازلهم وانتهكوا حرمة المسجد ودنسوه فبالوا فيه وقضى بعضهم حاجتهم فيه ونظفوا قذارتهم بورق المصاحف.
وقتها كان ياسر عرمان طالباً بجامعة القاهرة الفرع. يقول الراوي – الذي لا يرغب في أن أُفصح عن اسمه – إنه لم يَرَ سودانياً يرقص طرباً لتلك المأساة المروعة سوى ياسر عرمان. وبعدها انضم لحركة قرنق (١٩٨٦) التي كان يراها السبيل الوحيد “لسيطرة المهمشين” على السودان وتحريره من هيمنة الثقافة العربية الإسلامية ومُمثليها من الجلابة.
لم يحدث مَر السنين أثراً على حب المناضل عرمان لقرنق فقد كتب في 5 اكتوبر 2019 بالحرف ما نَصّه:
“ولحسن حظي لم يفتني ذلك الموسم.
كان جيلنا على موعد مع الدكتور جون قرنق دي مابيور وحبه الذي لا ينقضي”
وعن اختياره لأن ينضم لحركة التمرد قال:
لن أصحح تلك الخيارات الآنفة الذكر ولو عاد جون قرنق مرة اخرى للحياة لما تورعت ان أخذ مقعدي في نفس الرحلة معه وتظل الحياة معركة عظيمة.
وهكذا ظلت نار الحقد والكراهية والعنف مُتّقدة في قلبه، ضد قومه، لم تطفئها تجارب السنين إلى يوم الناس هذا. وهو يتفاخر أنه ظل يناضل أربعين عاماً، وما درى هذا المسكين أن نيران الكراهية التي تستعر وتأكل قلبه أربعين عاماً أسلمته للتِيه Wilderness.
وتواصل عداؤه للجيش الذي قاتله قرابة أربعة عقود إلى يومنا هذا، فهو من غلاة المنادين “بإعادة هيكلة الجيش وإصلاحه”، وما عبارات إعادة الهيكلة والإصلاح إلّا غلالة نفاق، إذ ما يراد بالفعل هو حله وتشكيل جيش جديد بمواصفات ڤولكر والسفارات التي لا تفتر من ترديد هذا. وفي آخر تصريح له قال عرمان إنه:
“يعتبر الدعم السريع قوة لبناء الجيش الوطني” أي أن الجيش الذي نعرفه ليس جيشاً وطنياً!!! يزيد من تقربه لدقلو بمثل هذه التصريحات.
وتفيد معلوماتي أن عرمان يقول للرفاق إنه ما لم نبذر بذور الفتنة بين الجيش والدعم السريع فلن نستطيع أن نقضي على الجيش الذي يشكل حجر عثرة في سبيل مشروعنا لبناء “السودان الجديد”. عرمان يقول عن الجيش إنه جيش عنصري، ويصفه بأنه جيش الكيزان هذا رغم أن عمر الجيش يفوق عمر ظهور “الكوزنة” في السودان!!! لكنه الغرض والمرض. والمخيف في ترويج مثل هذه الأباطيل أنها تستهدف المؤسسة الأهم، والركيزة الوحيدة التي ظلت متماسكة في بلد تحتوشه المشكلات التي يصنعها عرمان ورفاقه من عملاء السفارات.
وهكذا تقرّب لدقلو إخوان – مستغلاً إياهما – حتى أصبح أهم مستشاريهم الآن. ونظراً لما تعرض له دقلو إخوان من سب وشتم فقد أصبح همهما الأول الأمان والاطمئنان على المستقبل. وظل عرمان يستغل نقطة الضعف فيهما، يخوفهما من كل هبة ريح ويبذل لهما التعاطف متظاهراً بالشفقة والخوف عليهما، كما عمل على استغلال كل سانحة لتتسع الشقة بين حميدتي والبرهان.
أما حزب الأمة فقد سلمته مريم وأخواتها وصديق لقمةً سائغة لعلمانيين شيوعيين كارهين للدين، يقودهم عرمان والحاج ورّاق، والأنصار ينظرون، وهذا ما لا يرضاه ابن أنصار مثلي.
بعد قرارات 25 أكتوبر، بعث البرهان بياسر العطا ليلتقي بعناصر قحت المعتقلة وقتها، وكان البرهان يريد أن يمضي قُدماً فيبرم صفقةً معهم، ولكن كثيراً من ضباط الجيش أبدوا تبرمهم من لقاء القحاتة الذين يتآمرون على الجيش، فضرب صفحاً عما كانت قد انتواه. لم يستشر البرهان حميدتي حول تلك الواقعة، ولم يفوت عرمان تلك السانحة فيما بعد فعمد لتحريض حميدتي وإيغار صدره تجاه البرهان قائلاً له: إن البرهان يبرم الكثير من وراء ظهره. فغضب حميدتي وازدادت هواجسه إزاء البرهان والجيش.
أما جبهة نضال عرمان الأخرى فهي تحريض حميدتي ضد الإسلاميين. ويكفي لديه أن يجد تغريدة منسوبة لفرد إسلامي ليوغر صدر حميدتي أن تلك التغريدة تمثل الخط الرسمي للإسلاميين ضده، وحقق عرمان بعض مبتغاه من حميدتي في هذا الصدد.
ولأن عرمان لا يفتر من إشاعة الفُرقة في أي مجموعة يدخلها فهو على خلاف هذه الأيام مع قحت. فقد أسرَّ أحد قيادييها لصديقٍ لنا، بأن القحاتة حَجّموا عرمان وطلبوا منه ألا يتحدث باسمهم، فقد اكتشفوا أنه يعمل على خلق شلليات بينهم، وأصبح المقربون منه خالد (الشهير بسلك) وجعفر حسن الذي جَرّأه على التفاخر بالوقوف على أبواب السفارات (سفارة سفارة) يشتكي لها ويبتغي لديها الوسيلة!!!
أصبحت كلما أتذكر أن العلامة العقاد وصف الشيوعية بأنها (مذهب ذوي العاهات) ينصرف ذهني لعرمان. فالذي يرقص على جثث الموتى الأبرياء في القردود، ولا يني يشيع الفُرقة ويعشق الشتات في كل جماعة يدخلها، ويحرض على العنف الذي كان ممارسة يومية له في حروبه التي لا تنتهي، ويروج لأسطورة الهامش، ولا يندم أن يذهب الألوف ضحايا لتلك الأسطورة المضلِلة. لا شك أن الذي يفعل كل هذه الأشياء مأزوم نفسياً وسايكوباثي Psychopathic.
ثمة خلل أصابنا نحن إذ لم نرسم الخطوط الحمراء فقبلنا واستمعنا لمن يخون ويتآمر على الوطن. وحتى قادة الرأي والفكر أخفقوا حين لم يضعوا خطوطاً بين اختلافات الرأي المشروعة وبين من يحرض ضد جيشنا ووطننا.
في ستينيات القرن الماضي نشب صراع ديني في أيرلندا الشمالية بين الكاثوليك وهم أكثرية السكان والأقلية البروتستانتية الذين تدعمهم بريطانيا. والكاثوليك في أيرلندا الشمالية يرون ضم بريطانيا الانجليكانية لبلادهم استعماراً فقاتلوها مطالبين بالانضمام لجمهورية أيرلندا الكاثوليكية مثلهم.
وكان من بين نتائج ذلك الصراع الديني أن قتل الجيش الجمهوري الأيرلندي اللورد مونتباتن في 1979 وهو يمت بصلة قرابة للملكة اليزابيث. وفي عام 1998 وقع الطرفان اتفاقية سلام عرفت باتفاقية الجمعة العظيمة.
ولكن ورغم اتفاقية السلام رفضت الملكة مقابلة قادت الشين فين (الذي كان يقوده جيري آدمز) وهو الجناح السياسي الذي يرعى الجيش الجمهوري الأيرلندي الذي قتل لورد مونتباتن قريبها. وبهذا ارسلت لهم الملكة رسالة مفادها: “حِرِبنا في مَحَلّو”!!!
أما نحن فلا نأنَف أن نتيح المنابر لعرمان وهو ورفاقه قتلوا الألوف ولا زالوا يتآمرون.
قادة حركات دارفور قتلة أيضاً، ولكن عرمان أدين حتى بواسطة المحكمة العليا، وحكم عليه بالإعدام، وها هو يجوس خلال الديار يبذر الفتن ويسعى بالوقيعة بين الجيش والدعم السريع ويحرض السفارات.
دكتور ياسر أبّشر


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى