السياسة السودانية

مأساة ود الحداد وقراها – سودان تربيون

[ad_1]

عثمان فضل الله

” انت جريت وما حميتني، ليه تقفل الباب وراك خليني اجري ياخ”

هكذا دفع محدثي هذه الجملة في اذني وهو يوصف وضع قرى منطقة ود الحداد والحاج عبد الله الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين قصف الطائرات، وعسف قوات الدعم السريع وتنكيلها بهم، وقرار من الاستخبارات العسكرية بوقف كل معديات المنطقة التي يمكن ان تنقلهم الي الضفة الاخرى بل سحبت حتى المراكب التقليدية التي كانت تستخدم لهذا الغرض واوقفت حتى مراكب الصيد.

لا نرى من المآسي التي خلفتها هذه الحرب الا النذر اليسير، تأخذنا عناوينها العريضة ويسقط عن دائرة بصرنا ما بين السطور، فالحرب، هذه خلفت مآسي لا يستطيع المجتمع التخلص منها في وقت قصير.. غبن على الدولة التي تخلت عنه وقت احتاجها، وغضب على آخرين من بني جلدته كان يأمل ان يمدوا له يد الاعانة ولم يفعلوا، كل شيء اختل وتغير.

معلوم أن الدعم السريع اجتاح بداية الاسبوع الحالي مناطق وقرى جنوب الجزيرة وشمال سنار وان آلاف الاسر التي نزحت من الخرطوم قبلا ومن مدني مؤخرا الان عالقة في ظروف بالغة السوء فلا طريق يخرجهم من جحيم القصف الجوي العنيف الذي يقوم به سلاح الجو التابع للجيش السوداني على تجمعات القوات التي تتخذ من القرى مخابئ، ولا امان وعدت بتوفيره قيادات الدعم السريع، ولا حتى طعام كاف.

أطفال، نساء حوامل مرضى الان يعيشون جحيما بمعنى الكلمة أرسلوا العديد من الاستغاثات ولامغيث.. ما يجري في مناطق ود الحداد والحاج عبد الله  والقرى المجاورة لها من قبل  الطرفين جريمة حرب مكتملة الاركان، فقوات الدعم السريع احالت حياة الناس الى جحيم باقتحام المنازل، ونهب السيارات والاموال، وكل ما تقع عليه يدهم، مع التنكيل والتعذيب الذي يصل الى القتل لكل من يقف في وجههم، ولتسابق الطرفين في تعذيب المواطن بدأت طائرات الجيش في قصف تلك القرى والمعلوم حال المباني فيها، قصف بحسب وصف السكان الذين تمكنا من التواصل معهم بلا مراعاة  ولا احداثيات بل قصف عشوائي بمعني الكلمة، قتل عشرة مدنيين في قرية فارس وحدها، وعندما حاول الأهالي الهروب غربا بعبور النيل الازرق الى القرى المحاذية، ابلغوا أن كل العبارات في المنطقة موقوفة عن العمل بأمر  الاستخبارات العسكرية، سحبت حتى المراكب الصغيرة دونما تقديم أسباب موضوعية لهذا السلوك، فالان تنتشر مئات الاسر على ضفة النيل دونما طعام وبلا اغطية تطاردهم العقارب والثعابيين،واصوات القنابل  وازيز محركات الطيران فوق رؤوسهم، والدعامة في قراهم وعبور النيل ممنوع، بأمر الجيش.

[ad_2]
المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى