السياسة السودانية

الطاهر ساتي يكتب: مع دقلو..!!

[ad_1]

:: بحوار الأمس في (اليوم التالي)، تفاجأ اللواء (م) فضل الله برمة ناصر، الرئيس المكلف لحزب الأمة القومي، بسؤال زميلتنا النابهة فاطمة مبارك: (ماذا لو حضر التيجاني السيسي ومبارك الفاضل للتوقيع على الإعلان السياسي؟)، فأجاب برمة بأن السيسي يختلف عن مبارك، وذلك بأن مبارك كان مع البشير حتى سقوطه.. وطبعاً هذا غير صحيح، فالشاهد أن مبارك غادر نظام البشير في (سبتمبر 2018)، بيد أن السيسي كان رئيساً للسلطة الانتقالية لإقليم دارفور، تحت ظل حكومة البشير، حتى سقوطه في 11 أبريل 2019..!!

:: وقبل أسابيع، كتبت زاوية عن معايير المجلس المركزي لقوى الحرية لاختيار أطراف العملية السياسية الجارية حالياً، وكنت قد وصفتها بالمعايير غير المنطقية، وإجابة برمة تؤكد ذلك.. فالرجل يكره مبارك الفاضل، وهذه قضية شخصية ولا تهم الشعب والبلد، وبمنظار الكراهية الشخصية يرى أن مبارك سقط مع نظام البشير ولم يكن خارج نظام البشير مثل السيسي، بيد أن العكس هو الصحيح، ولكن منظار الكراهية الشخصية لا يريك الحقائق كما هي، بل كما تتوهم..!!

:: وفي الحوار ذاته، سألته فاطمة: (لماذا قبول توقيع الشعبي والاتحادي الأصل رغم أنهما كانا مع البشير حتى سقوطه؟)، فتأملوا إجابة برمة، إذ يقول إن لقواعد الشعبي والاتحادي الأصل مواقف وطنية، ولهذا تم قبولهما.. قبل حديث برمة، لم نكن نعلم بأن للمجلس المركزي معامل لفحص وتحليل القواعد، ليكشف بها القواعد الوطنية والقواعد العميلة، فهذه معلومة جديدة.. وعليه، حسب نتائج معامل المركزي للتحاليل الوطنية، فإن قواعد أنصار السنة (وطنية)، بيد أن قواعد المجلس الأعلى للبجا (عميلة).. هكذا معاييرهم..!!

:: ولذلك، عندما يطالب الفريق عبد الرحيم دقلو، قائد ثاني الدعم السريع، البرهان وحميدتي بتسليم السلطة للشعب بدون لف ودوران، فعليه أن يعلم بأن تروس اللف والدوران هي أحزاب المجلس المركزي الثلاثة، والأدلة كثيرة، ومنها هذه المعايير المضحكة التي لا تليق بالسياسيين، ولكنها تليق بنشطاء لم يتعلموا أبجديات السياسة.. تسليم السلطة للشعب – يا دقلو – يتوقف على إكمال العملية السياسية المتوقفة منذ أسابيع، لاختلاف المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية حول معايير اختيار الأطراف المشاركة..!!

:: وتسليم السلطة للشعب – يا دقلو – يعني المضي إلى صناديق الاقتراع، ليختار الشعب حكومته، وهذا هو معنى الحكومة المدنية.. ولكن من يلتفون حولك يختزلون المدنية في أنفسهم، ثم يختزلون الشعب في أحزابهم الثلاثة.. وبالمناسبة، من يلتفون حولك يريدونك أن تحمي حكومتهم الإقصائية، كما كنت تحمي حكومة البشير الإقصائية، أي يريدونك أن تكون مجرد كلب حراسة لحكومة إقصائية.. فأجمع أعضاء المجلس المركزي يا دقلو، كما تجمع جنود الدعم السريع، وبعد أن يقفوا في (وضع الانتباه)، اسألهم عن معاييرهم لاختيار الأطراف المشاركة..!!

:: اسألهم عن الفرق بين السيسي ومبارك، على سبيل المثال؟..علماً بأن السيسي رفض التوقيع على الإعلان السياسي بمعزل عن قوى الحراك الوطني، أي كما فعل مناوي والميرغني وجبريل التوقيع بمعزل عن الكتلة الديمقراطية.. هكذا الوضع السياسي الراهن يا دقلو، إذ لكل أحزاب السودان – ما عدا أحزاب فولكر الثلاثة – موقف واحد فقط لا غير، وهو (الحل الشامل)، أي حكومة كفاءات ذات حاضنة سياسية تشمل الجميع، ما عدا المؤتمر الوطني.. ومن المحن إنهم يصفون أصحاب هذا الموقف بلاعقي البوت، وكأن بوت دقلو الذي يلعقونه (آيسكريم)..!!

صحيفة اليوم التالي

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى