السياسة السودانية

عن استشهاد اللواء أيوب بالمدرعات – النيلين

ساد الحزن والحنق الساحة عقب استشهاد اللواء أيوب بالمدرعات منذ بضعة أيام، رأيت بعض البوستات التي تتحدث عن مؤامرة ما أو عن أنه قد أغتيل، وقد بحثت ملياً في هذه التأويلات وإليكم ما وصلت إليه:

– تتعرض المدرعات منذ منتصف أغسطس إلى قصف متواصل ابتداءً بقصف الهاون، الكاتيوشا، الكورنت ومؤخراً ببعض صواريخ قراد، وقد تأكدت من إطلاق 8 قذائف كل يوم -على الأقل- من المحور الشمالي للمدرعات، يطلقها الجنجويد من على بعد 2 كيلومتر.

– أُستشهد وأصيب إثر هذا القصف المتواصل عدد من المرابطين في المدرعات، وكانت الخسائر متفرقة ومحدودة -بحسب تقديرات القيادة الميدانية- حيث أن المدافع الثقيلة تتعرض للقصف المضاد من المدرعات ويقتصر الضرر الأكبر الواقع من مدافع الهاون حيث أنها سهلة التحرك ولكنها لا تمتلك دقة عالية.

– في يوم استشهاد اللواء أيوب، تعرضت المدرعات للقصف بأكثر من ٤٠ مقذوف.
– استشهد اللواء أيوب إثر إصابة ب”رايش” مقذوف هاون عيار 120 ملم واستشهد وأصيب معه مجموعة من المرابطين في المدرعات.

– احداثيات غرفة السيطرة بالمدرعات وغيرها من المواقع متوفرة للميليشيا خصوصاً أنهم يمتلكون مجموعة من المتمردين الذين عملوا مسبقاً في معسكرات الجيش.
بناءاً على هذه المعلومات يمكننا استنتاج الآتي:

١- استشهاد اللواء أيوب لم يكن اغتيالاً.

٢- من المستبعد أن يكون موقع اللواء أيوب قد اعطي للميليشيا مِن قِبل طابور خامس نظراً لأن نمط سقوط المقذوفات في ذلك اليوم كان بنفس العشوائية في الأيام التي سبقتها كما أن إمكانية تسديد ضربات دقيقة بالهاون غير ممكن نظرياً، كما توجد أهداف أخرى مهمة دخل المدرعات لم تتعرض للاستهداف مما يرجح أن القصف كان عشوائياً فعلاً.

٣- تحدث Eslam Muawia عن إمكانية أن احداثيات موقع اللواء أيوب قد وصلت الميليشيا عن طريق إختراق هاتفه الشخصي، وهي فرضية جيدة وبالفعل فإن هواتف القيادات عرضة للإختراق من قِبل الداعمين الخارجيين للميليشيا، إلا أنه كما ذكرت سلفاً فإن نمط قصف الميليشيا كلن عشوائياً وكانت تنحصر الضربات الموجهة من صواريخ الكورنت والقراد.

معدل القصف الذي تتعرض له معسكرات الجيش ينهك أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي المعسكرات ولكن سوء دقة تدوين الميليشيا هو الذي ما زال يحمي هذه المعسكرات حتى الآن، ووقوع خسائر في صفوف القيادات الميدانية أمر متوقع في ظل إتباع الجيش سياسة التمترس داخل المعسكرات ووجود القيادات في مرمى نيران ومدفعية العدو ومن الواضح أن هذه السياسة لم تعد تجدي نفعاً خصوصاً مع دخول مدفعيات ذات مدى أعلى للميليشيا وكثافة نيران مدفعيتهم التي تزايدت منذ بداية الحرب.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة.

احمد الخليفة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى