السياسة السودانية

اللا معقول في السياسة في السودان .. ياسر عرمان نموذجا

انفصال الجنوب كان (تسوية ثنائية) برعاية (دولية) بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية …
واضح أن تلك التسوية قامت على مساومة القبول ب(انتخابات) الشمال وأن تمرها الحركة الشعبية كيفما جاءت … في مقابل أن يترك المؤتمر الوطني للحركة الشعبية أمر (الاستفتاء) في الجنوب تفعل فيه ما تشاء …

وياسر عرمان الذي نزل انتخابات الشمال مرشحا للحركة الشعبية في مقابل مرشح المؤتمر الوطني البشير .. كان لاعبا أساسيا في تلك التسوية الثنائية …

التسوية (الثنائية) التي مدت في أجل البشير حاكما للشمال لسنوات جديدة … وجعلت سلفاكير يستقل بفصل الجنوب وحكمه من بعد …فمكنت للجنرالين في الشمال والجنوب (وياسر عرمان ديمقراطي جدا خلي بالك!!)

فإذا كان ياسر عرمان ضد (استبداد) البشير فهو الذي كان قد مد في استبداد البشير وكتب له عمرا جديدا …

وإذا كان ياسر عرمان (وحدويا) مع وحدة الشمال والجنوب فإن انفصال الجنوب هو أكبر إنجاز سياسي انتهت إليه حركة عرمان السياسية وانتهى إليه قائده وقائدها سلفاكير … وقد رأينا كيف استقبل سلفاكير حديث الأصم يوم توقيع الوثيقة الدستورية يوم أن قال الأصم أنهم سيعملون لإعادة الجنوب!! يومها كاد سلفاكير أن يخرج من قاعة الاحتفال غاضبا من تلك الإهانة التي تلقاها هو في أكبر إنجازاته السياسية!!

بعد الانفصال فشل عرمان في (هيكلة) علاقته بعبد العزيز الحلو ومالك عقار … فشل حتى في (هيكلة) علاقته بتلميذه مبارك أردول!!

والآن عرمان الذي مد في آجال حكم البشير للشمال في مقابل طموحات حركته الشعبية في (الجنوب) يريد أن يكون صانعا للمشهد السياسي بعد ذهاب البشير في الشمال نفسه لا في الجنوب!!

وعرمان الذي كان لاعبا في (تسوية) انفصال الجنوب (الثنائية) برعاية دولية لا يألو جهدا في طلب تسوية ثنائية جديدة برعاية (دولية) كذلك .. لا يبالي إلى أي كارثة تنتهي وكيف يكون مآلها … وهل يبالي عرمان بالكوارث والمآلات؟؟!!

وعرمان الفاشل في هيكلة أي شيء هو الآن أكثر الناس حديثا عن ضرورة (هيكلة) القوات المسلحة!!

القوات المسلحة التي حاربها لعشرات السنوات … حاربها حتى في حكومة الصادق المهدي… أي في عهود الديمقراطيات!!
هذا كله وعرمان بلا حزب الآن!!
ومثل هذا كله لا يحدث إلا في السودان!!

*عمر الحبر يوسف*


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى