السياسة السودانية

حربٌ .. ولا أبا محمد لها – النيلين

في ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٣م قلنا ، وربما قال غيرنا كثيرون .. بأن المليشيا قد يئست من نصرٍ تحققه في الخرطوم ، وأكدنا أن هدفها القادم سيكون نيالا دون غيرها ، وفصَّلنا القول في ذلك لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد.

تقبل الله اللواء الركن الشهيد ياسر فضل الله فالقادة الحقيقيون لا يصنعون أتباعاً بل مزيداً من القادة ، ولله درُّ الباسل المغوار اللواء الركن حسين محمد جودات سليل الفوارس (آدم سعد ، محمود سعد مُعلِّمي الأجيال) ومن معه من الكواسر في الفرقة ١٦ ، إذ يصولون في جفن الرَّدى وهو واجمٌ من هول شجاعتهم ، فكلهم قادة وكلهم ليوث غاب ، وقد ضربوا أروع الأمثلة في التخطيط والتدبير والصمود والاستبسال ، وما زادتهم الحربُ إذ حمي وطيسها وعضَّت بنيوبها إلا جسارةً وإقداماً (عَوَج الطُّندُب الما بِنعَدِل بالنَّار) ، وقد شهِد لهم القريب والبعيد بأنهم صدقوا الله وبلادهم وأهلهم ما استؤمنوا عليه ، وإن الله على نصرهم لقدير.

وبعدُ .. أما كان من مناورةٍ تُبادر بإلهاب جبهات العدو في مواضع شتى بما يعرقل تحشيده لنيالا فلا يقع عليها وحدها شرف صدِّ الهجوم تلو الهجوم؟ .. ثم أما كان من الضروري استغلال النجاح والنصر الذي تحققه نيالا في مواطن أخرى بشكلٍ متزامن ولأغراضٍ متعددة؟ .. أما آن أوان انطلاق عمليةٍ بريةٍ واسعةٍ تستأصل بقايا المليشيا في العاصمة وعلى مُقتربات مدني؟ .. امازال امتلاك زمام المبادرة مبدءاً من مبادئ الحرب؟ .. أمازال البعض يرون تزامن انسحاب الحركات المسلحة من نيالا مع هجوم المتمردين عليها حياداً؟ .. أمازالت الحركات المسلحة المنسحبة من نيالا تزعم بأنها جاءت لتحمي المدنيين؟ .. ألايزال حاكم إقليم دارفور مُغرِّداً في بورتسودان وجوبا وتويتر؟ .. ألايزال وجود قواتنا في عاصفة الحزم أدعى لأمننا القومي من وجودها في السودان؟ .. أما يزال التقدم بشكوى موثقة ضد الإمارات لمجلس الأمن والمنظمات الدولية الأخرى على دورها في تقويض استقرار البلاد لا يخدم المصلحة الوطنية؟ .. أمازال تكتيك الإبرة في انتظار اليوم الأسود؟

اللهم تقبل عبدك الشهيد (أبومحمد) إبراهيم شمس الدين ذو الحِفاظِ المُرِّ والخُلُقِ الْوَعر ، النحيل صرامةً كالسيف ، والسريعِ عزمةً في النائبات كما الطيف ، فكان إذ يُشرِف على العمليات لا يرُدُّه (ورفاقه) شئٌ عن الهبوط بطائرتهم في قلب غمار المعارك المستعرة .. شحذاً للهِمَم ، ومعالجةً لما يستشكل ، وإكمالاً للنواقص والاحتياج .. يُغطُّون مسرحاً امتد من عقيق إلى حفرة النحاس ، ولكن ذاك إبراهيم ، ولكل امرئٍ من دهره ما تعوَّدا ، ولكل زمانٍ دولةٌ ورجال.

اللواء (م) مازن محمد اسماعيل


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى