السياسة السودانية

ناهد قرناص: اشهد يا عبد الرفيع

استمعت الى تسجيل صوتي للاستاذ عبد الرفيع مصطفى ..الصحفي المعروف وعضو هيئة حلمنتيش العليا في ذلك الزمان الجميل ..اظن انه كان يحمل لقب (المتجبجب الودكي ) ..عبد الرفيع كان من اوائل الذين لفتوا انظار اصحاب الشأن الصحفي الى قلمي وشخصي الضعيف ..قبل سنوات خلت عندما كنت اكتب في الاسافير فقط قبل الانتقال الى الصحافة الورقية وها انا اعود مرة اخرى الى الأسافير ..فانطبق علي مقولة (كما البدايات كما النهايات ) ..
المهم ..استاذي عبد الرفيع ارسل رسالة استغاثة من الجانب الآخر للعاصمة ..فقد مسهم الضر ..وحاصرتهم المياه من كل جانب على شكل برك وخيران ..وانقطعت الكهرباء لمدة طويلة تحت شعار كفاك والا ازيدك ..ولأن صديقنا الكوميدي صار جدا محاطا بالحفيدات الجميلات (اللهم زد وبارك ) ..بث لنا حزنه العميق على الفتيات الصغيرات اللاتي يلاقين الأمرين من هجمات البعوض والذباب ..وحشرات الخريف الما ظريف …استاذي عبد الرفيع ختم رسالته بطلب وجهه الى شباب الحي .بان يسيروا الى الوزارات الحكومية ..ويحاصروها وزارة ..وزاره ..حتى يستغيثوا ..هذا او الطوفان
يا استاذي وزميل الحرف
الا ادلك على خير من هذا ؟
زمان ..زمن الزمن زين ..في عطبرة لم نكن نألف الأمطار الغزيره ..بلدتنا تقع في منطقة شبه صحراوية ..الخريف لا يزيد عن مطرتين تلاته ..تلطف الجو ..وتذكرنا بالأهل والاحباب ..اذ انها كانت ايام اكل (التركين ) بالقراصة ..لكننا كنا نستعد له ..كان شباب الحي ينظفون المجاري ويصنعون مصارف صغيرة ..وعندما يهطل المطر ..تجد المياه طريقها الى خارج البيوت بطريقة سلسلة ومنظمة ..يتفق الجميع على طرق التصريف حتى تصل المياه الى المجرى الكبير (الخور ) ..كان هذا الامر يقوم به شباب الحي ..شباب نادي الثغر الرياضي ..(لا ادري لماذا اطلقوا هذا الاسم على النادي ..يوحي للانسان ان النادي في بورتسودان ..لكنه نادي عطبراوي في حي الحصايا )..كان شباب النادي يسارعون الى حل المشاكل دون انتظار قدوم احد ..لاحظ معي ان ذلك الامر كان في الزمن الجميل ..زمن (جوز الحمام تلاتة فرد) كما تقولون في الكوميديا ..لم نكن نتذمر ..ولا نكثر التنظير ..كنا نعمل بالمثل القائل (ما حك جلدك مثل ظفرك )
لذلك اقول لك
اردم الحفر يا عبد الرفيع
(اقطع العرق وسيح دمه)
شيل الكوريك واجمع معك مجموعة من الشباب ..واخرج الى تلك البركة واردمها ..تذكر ذلك الدرس في العلوم ..للتخلص من البعوض ..ردم البرك التي تشكل بؤرة توالد ..اسكت تلك الضفادع التي تنغص عليك هجعة المساء (معلومة على الطاشي كدا ..الاصوات تطلقها اناث الضفادع ..لتدل الذكور على مكانها ..يعني الامر لا دخل له بالازعاج ..هي تعيش في بيئتها ..نحن الذين نسكن بالقرب من البرك )
نحن بحوجة الى الوقوف جيدا مع انفسنا ..البيئة السيئة نحن اول من نتضرر منها ..نحن واطفالنا وكل من نحب ..وان لم نأخذ موقفا ايجايبا ..سنظل ننتظر الى ما لا نهاية
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

ناهد قرناص


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى