السياسة السودانية

ما هي أصول الجماعة المسماة زورا وبهتانا بالدعم السريع ؟

[ad_1]

أول ما تعرفت علي هذا الكيان كان في أواسط سبعينات القرن الماضي ، عندما كنت متعاونا مع مركز الدراسات الأفريقية بجامعة إنديانا ، وهو يعتبر من أكبر مراكز الدراسات الأفريقية في العالم ، وكان وقتئذ يعج بالنشاط ومن ضمن نشاطه سمنار مساء كل أربعاء ، يشارك فيه علماء أجلاء من جميع أنحاء العالم .
عموما تطرقت العديد من المحاضرات لهذا الكيان ومن وقائع تلك المحاضرات ودراساتي الأخرى أجمل الحقائق التالية :
١ . إنهم شعب بادية وفد الي وسط أفريقيا علي أغلب الظن بعد سقوط ألدولة الأموية ، علما بأنه ليس لديهم علاقة بتلك الدولة .
٢ .هم أهل بادية يتميزون بضعف الإرث الحضاري والشك في الغريب ، وقلة إحترام نظم الحكم .
٣. لم يعرفوا العمران والسكن في الحضر والحياة المستقرة ، واشتغلوا بتجارة الملح بين الصحراء وساحل المتوسط .
٤. لا يعترفون بالكيانات الأخرى التي كانت قائمة قبلهم في المنطقة ، ولدى نشوء الدولة الوطنية لم يعترفوا بها ، وظلوا كجماعة عابرة للحدود .
٥. ظلت علاقتهم بالمزارعين في حوض نهر النيجر الخصب متوترة علي الدوام .
٦. حتي اليوم ليس لديهم إرث حضاري مطلقا ، ولم يشاركوا في بناء الحضارات الشامخة التي أنشئت عبر القرون في وسط وغرب أفريقيا ، مثال مملكة السنغاي التي أسسها اسكيا محمد ، ومملكة مالي التي أسسها مانسه موسي ، ومملكة الماندنج التي أسسها مامامغان ، ومملكة كانم التي أسستها أسرة سيف ، ومملكة الوداي التي أسسها التنجور ، ومملكة باغيرني التي أسسها الملك بريمي ، وممالك دورا وكانو وبيرام ورانو وزاريا وكاتسنا ، وجميعها أسسها الهوسا ، ثم مملكة الفولاني الكبيرة التي أسسها القائد الهمام الشيخ عثمان دان فودي ، الذي سعي عن طريق تنظيمه المعروف (بالجماعة) الي توحيد كل المسلمين بالمنطقة ، ولم تتجاوب معه هذه الجماعات البدوية .
يلاحظ ان كل هذه الممالك أسستها جماعات غير عربية ، وجماعه الدعم السريع لا تنتمي إليها، كما لم يكن منهم احد من الزعماء التأريخيين المعروفين بالمنطقة ، مثال عثمان دان فودي والحاج عمر الذي دوخ الاستعمار الفرنسي ، والحاج عثمان طوالا ومانسا موسي وأبوبكر وغيرهم ، كلهم كانوا من غير العرب .
٧. لم يشاركوا في النهضة العلمية في المنطقة حين أنشأت أول جامعة في العالم في تنبكتو في مالي .
٨. كان لهم وباستمرار حلم إنشاء مملكة تجمعهم .
أين تقوم دولتهم ؟
الإجابه : يريدونها في وادي النيل .
لماذا ؟
أولا – وادي النيل يوفر الحياة الرغدة السهلة بما عرف عنه من خصب .
ثانيا – وسط أفريقيا صحاري جدباء لا توفر عيشا رخيا .
ثالثا – وسط أفريقيا وغربها كانت مهد لحضارات راسخة في القدم قد لا تسمح ظروفها بإقامة دولتهم .
رابعا الاستعمار الفرنسي في المنطقة الموجود منذ قرنين لن يسمح لهم ، ولهم تجربة مرة مع الحامية الفرنسية في دولة أفريقيا الوسطى .
أين تقوم الدولة في وادي النيل ؟
السودان هو الخيار الأمثل لهم ، فمصر دولة قوية وقليلة الموارد ، والسودان دولة ضعيفة وغنيه بالموارد ، ولهذا كان الخيار هو السودان منذ زمن بعيد ، ولا بد من صنعاء وان طال السفر . بداية الفصل في القصة المحزنة هو أن أتاحت لهم حكومة الإنقاذ الفرصة الذهبية حين استعانت بهم لصد هجوم المرحوم داؤد يحي بولاد وعبد العزيز الحلو في اوائل التسعينات في وادي ساوا في جنوب دارفور ، ثم بعد ذلك تم تسليحهم لمقاومة الجبهات الثورية لابناء الزغاوه في شمال وغرب دارفور ، ثم استقدموا إلى الخرطوم وأعطى لهم إسم الدعم السريع بدعوي تثبيت أركان الأمن ، ثم انقلبوا علي حكومة البشير وبدأت مرحلة تثبيت الأقدام ، حين استجلبوا الألاف من دول وسط أفريقيا تحت سمع وبصر جميع ألوان الطيف السياسي ، ثم أصبح الجميع يخطب ود زعيمهم الجاهل الذي لا يؤمن جانبه مطلقا ، ولا يفهم إلا مصالحه الشخصية ، وتراكض الجميع نحو ذهب المعز وسلطانه ، وفتح باب التدخل للعنصر الخارجي الذي يتطلع لنهب خيرات البلاد علي مصراعيه ، وكان ما نشهده الآن .

إخواني وأخواتي هذا هو العدو الحقيقي الذي يجثم علي صدر أمتنا يقتل ويدمر ويغتصب لتخلو لهم البلاد ليستبيحوا حرمتها طولا وعرضا ، وتقام دولتهم علي جماجم أهل السودان ، ويجب علينا أيها الأحباب أن نسبر غور الأمور بالأسلوب الواعي العلمي ، الذي يدرك حقائق الأمور كما هي ، وأن نحللها التحليل السليم ، وندع الطعن في (ضل) الفيل يمينا ويسارا ووسطا . وتبسيط الأمور بالشكل المخل لا يجلب الا المزيد من المعاناة ، والحل عندي أن الجيش -علي علاته المعلومة لدينا جميعا- يجب أن يدعم ليحسم المعركة ، والتي قد تكون طويلة ومرهقة . أن هزيمة الجيش ستكون هي بداية الفصل الأخير في ما كان يعرف بالسودان ، (وأنا وأخوي علي إبن عمي ، وأنا وإبن عمي علي الغريب) ، وإلا فالمفاوضات بأسلوب يحجم هذه المجموعة وينهي خطرها إلى ما شاء الله .

بروف مصطفى بشير
كليفورنيا

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى