السياسة السودانية

مؤتمر دول جوار السودان يؤكد على الحل السياسي وبدء عملية شاملة

القاهرة 13 يوليو 2023- أنهى مؤتمر دول جوار السودان الخميس، أعماله بالقاهرة بالتأكيد على أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر بين الجيش والدعم السريع، وإطلاق حوار لبدء عملية سياسية شاملة.

والتأم في القاهرة لساعات مؤتمر دول الجوار بمشاركة سبع دول تحادد السودان غربا وشرقا وشمالا، وتتأثر بقوة جراء الحرب التي دخلت شهر الرابع حيث تستضيف غالبها الاف الفارين من القتال.

وتحدث البيان الختامي للمؤتمر عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد للوضع الأمني والإنساني في السودان وإدانة الاعتداءات المتكررة على المدنيين والمرافق الصحية والخدمية، ومناشدة كافة أطراف المجتمع الدولي لبذل قصارى الجهد لتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة لمعالجة النقص الحاد في الأغذية والأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية، بما يخفف من وطأة التداعيات الخطيرة للأزمة على المدنيين الأبرياء.

وناشد الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب، وتجنب إزهاق أرواح المدنيين وإتلاف الممتلكات.

وجرى وفقا للبيان “التأكيد على أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية يهدف لبدء عملية سياسية شاملة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الاستقرار”.

وتم الاتفاق على تشكيل آليه وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار، تعقد اجتماعها الأول في جمهورية تشاد، لتضع خطة عمل تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة بالتكامل مع اليات الاتحاد الافريقي وايقاد.

وأكد البيان الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً، والتشديد على أهمية عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة بما يعيق جهود احتوائها ويطيل من أمدها.

وشدد البيان على أهمية التعامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها الإنسانية بشكل جاد وشامل يأخذ في الاعتبار أن استمرار الأزمة سيترتب عليه زيادة النازحين وتدفق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار، الأمر الذي سيمثل ضغطاً إضافياً على مواردها يتجاوز قدرتها على الاستيعاب.

وأضاف ” وهو ما يقتضي ضرورة تحمل المجتمع الدولي والدول المانحة لمسئوليتهما في تخصيص مبالغ مناسبة من التعهدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، والذي عقد يوم 19 يونيو 2023 بحضور دول الجوار”.

واتفق قادة الدول على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضي دول الجوار، بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية، وتشجيع العبور الآمن للمساعدات لإيصالها للمناطق الأكثر احتياجاً داخل السودان، ودعوة مختلف الأطراف السودانية لتوفير الحماية اللازمة لموظفي الإغاثة الدولية.

 تحذيرات من خطورة الوضع

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حذر خلال الجلسة الافتتاحية، من خطورة الأوضاع في السودان وتداعياتها على دول الجوار، داعياً الى حلول جذرية تُنهي النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدّعم السريع.

وطالب السيسي بوقف القتال الدائر حفاظا على مؤسسات السودان، ومعالجة جذور الأزمة، والوصول لحل سياسي شامل يستجيب لآمال وتطلعات السودانيين، مشيدا بموقف دول الجوار التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين ووفرت لهم سبل الإعاشة.

وكشف خطة مصر لحل الأزمة، تتضمن وقف التصعيد، وبدء المفاوضات لحل مستدام، وإقامة ممرات آمنة لمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية بمشاركة القوى السودانية والمدنية لبدء عملية سياسية شاملة تلبي تطلعات الشعب السوداني، داعيا كذلك إلى تشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر لوضع خطة عملية تنفيذية لوضع حل شامل للأزمة والتنسيق مع كافة الأطراف في السودان.

وطالب السيسي المجتمع الدولي بتنفيذ تعهداتها بدعم دول جوار السودان الأكثر تضررا من الأزمة، مشيرا إلى أن مصر استقبلت مئات الآلاف من السودانيين النازحين الذين انضموا إلى 5 ملايين من السودانيين يقيمون بالفعل في مصر.

وتابع ” السودان يمر بلحظة فارقة في تاريخه، ويمر بأزمة كبيرة لها تداعياتها السلبية على السودان ودول جواره، داعيا إلى توحيد رؤية دول الجوار في مواقفها تجاه الأزمة، واتخاذ قرارات تسهم في الحل”.

من جهته، قال رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، إن أي حل يجب أن يتضمن وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية ووضع إطار عمل لبحث تسوية سياسية سلمية واحترام سيادة السودان وسلامة أراضيه.

وطالب بتوسيع مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا “ايقاد” لتضمينها ممثلين عن الشعب السوداني ودول الجوار الذين يعانون من آثار إنسانية ولدها الصراع، مضيفا “قمة اليوم وأي مبادرة أخرى هي جهود لإنهاء الحرب في السودان وإيجاد حل سياسي”.

وخلال كلمته أمام القمة، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، “لوقف فوري ومستدام للقتال بالسودان وحل النزاع بأسرع وقت ممكن لأن تداعياته كبيرة على المنطقة”.

أما رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فاوستين تواديرا، فأعرب عن قلقه من تداعيات الحرب في السودان التي قال إنها “تتجاوز قدرات منطقتنا لا سيما على صعيد انتشار تجارة الأسلحة الخفيفة”، داعياً إلى الحوار بين جميع الأطراف وإعطاء فرصة للسلام.

وأضاف “الحرب في السودان مأساوية ونأمل إسكات الأسلحة قريباً”، معتبراً أن الصراع في السودان قد يؤثر سلباً على المنطقة واقتصادها.

الميرغني يرحب

من جهته أثنى، رئيس الكتلة الديمقراطية نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني، على مخرجات قمة دول جوار السودان.

وأكد في تصريح صحفي الخميس على احترام الكتلة الديمقراطية لكل الجهود المصرية الشقيقة، المفضية إلى احترام سيادة السودان.

كما ثمن الإشارات الإيجابية الواردة في خطوات وكلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا إنه ظل يبدي الحرص والمتابعة للشأن السوداني بتجرد كامل، ووعي بأبعاد الأزمة وعمقها.

وامتدح الميرغني دعوات الرؤساء لدعم الدولة والشعب السوداني ووقف إطلاق النار والدخول في حوار سياسي جامع لحل الازمة السودانية.

وقال “الحل لهذه الأزمة سيكون سودانيًا، وستخرج البلاد أكثر قوة، ومؤسسات الدولة أكثر متانة، وسينتهي المطاف بحكم مدني خالص، يعيد البلاد إلى دورها الفاعل والإيجابي في المحيط الإقليمي”.

.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى