السياسة السودانية

ناهد قرناص تكتب: شتارة الفالنتاين

(الشتارة) هي مصدر للفعل (شتر) والصفة (أشتر) ..ويقولون فلان (شترها ) اي اتى فعل او تصرف او نطق بكلمة في غير موضعها…لم اكن اعتقد انني املك هذه الصفة حتى اتتني رسالة من أحدهم معلقا على مقالي بعنوان (الفارس اخوك ) ..بانني (شترتها) وتحدثت عن الاخوة في اليوم السابق على عيد (الفالنتاين) ..وختم رسالته ساخرا (يعني نغني دايرها تبقى خوة في يوم عيد الحب)…

فانتبهت انني كالعادة اغفلت تاريخ ذلك العيد الذي لا يريد (السوفت وير) عندي ان يبتلعه ويبرمجه في ملف الايام ذات الخصوصية . الحقيقة والشهادة لله انني لم استطع ان ابتلع قصة الفالنتاين دي ..كما فشلت فشلا ذريعا في الاحتفال برأس السنة ..لكن المشكلة في الفالنتاين هذا انه ياتي على حين غرة فلا أستطيع الاستعداد له ..على الأقل رأس السنة أنا أعرفه من نهاية ديسمبر وصرف الراتب في العشرين من الشهرلاجراءات اغلاق الخزينة الحكومية ..ولولا ذلك لما انتبهت لرأس السنة من أسفلها.

اتفاجا كل عام بالفالنتاين كما تتفاجا الولاية بالخريف ..رغم ان ارهاصاته تكون امامي واضحه !!! فتجد ان المكتبات ازدانت بكميات لاباس بها من الدببة ..ثم تجد كثير من المحلات علقت علامة القلب الاحمر في واجهاتها ..ولكن لا حياة لمن تنادي ..تجدني امر امام هذه الاشياء ولا اربط بينها وبين الفالنتاين حتى اتفاجا بقدومه.

قيل لي ان الهدايا يتم تبادلها بين الاحباب في هذا اليوم واهم هدية تقدم هو هذا الدب الاحمر ..وهنا يحضرني سؤال هام ومفصلي (يا جماعة علاقة الدببة بالموضوع دا شنو ؟؟)… اغلب الظن انها اقحمت في هذا الامر بدون علمها ..ذلك ان الدب في هذا الوقت بالذات يكون (في سابع نومة) ..فالدببة تمارس البيات الشتوي لمدة تصل الى ستة اشهر في تلك البلاد التي تصل درجة الحرارة فيها الى الصفر كاعلى درجة .

انا عن نفسي لا اعرف دبا في حياتي غير (بتاع مجلة ميكي) ذلك الذي كان يشتهي فطيرة التفاح التي تخبزها الجدة بطة وتضعها على النافذة فتفوح رائحتها وتصل الى ذلك الدب في الغابة..فياتي ويقضى على الفطيرة ويحير ناس بطوط واولاد اخوه!!!. .؟؟ ..يعني الدب هذا لا دخل له بالعيد من قريب او بعيد … يبقى خليكم علي القلب الاحمر رغم ان هذا المخطط المستخدم لا يمثل شكل القلب ولا العقل …شترتها تاني..مش كدا؟؟؟؟ ..

اني اسفة ولكن الشئ الذي أريد قوله انني من ذلك الجيل (الدقة القديمة)… كانت الاعياد عندنا هي اعياد الله والرسول زائدا المولد النبوي وكنا سعداء بذلك ولم نشعر لحظة باننا في حوجة لاستيراد أعياد خارجية .. ..
وعلى هذا ارجو من متابعي الاعزاء من الشباب معذرتي وتقبل (شتارتي) … فيبدو ان شا الله ان طال بي العمر ..انني ساظل انسى عيد الحب… وانام باكرا ليلة رأس السنة ..ولا يفوتني ان احكي طرفة بمناسبة الاعياد هذه ..ان طفلا سال امه قائلا (ليه في عيد ام وما في عيد اب؟؟) فردت الام غاضبة (في سفن اب وما في سفن ام ..في واتس اب ومافي واتس ام ..في كاتش اب وما في كاتش ام ..بقت على عيد الام دا)..من هذا المنطلق انا ادعو لعمل (عيد اب) يكون يوم صرف الراتب …

صحيفة الجريدة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى