منوعات

فوضى نهائي دوري أبطال أوروبا تضع قدرات فرنسا التنظيمية على المحك قبل عامين من أولمبياد باريس

[ad_1]

نشرت في:

أفسدت الأحداث الأمنية التي وقعت في محيط “ستاد دو فرانس” العرس الكروي الأوروبي الذي احتضنته العاصمة باريس السبت خلال نهائي دوري أبطال أوروبا الذي جمع ريال مدريد ونادي ليفربول. حتى أن مشاهد تدافع الجماهير والصدام مع قوات الأمن طغت على فوز الفريق الملكي باللقب وجلبت انتقادات واسعة للسلطات الفرنسية قبل عامين من موعد تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس 2024.

عرف نهائي دوري أبطال أوروبا السبت بين ريال مدريد ونادي ليفربول مشاهد فوضى مؤسفة في مداخل جماهير “الريدز” في “ستاد دو فرانس” بالعاصمة الفرنسية باريس. حيث أظهرت صور ومقاطع فيديو قوات الأمن تلاحق الجماهير فيما قفز آخرون من السياج ما أجبر الشرطة على إطلاق الغاز المسيل للدموع. وصدمت هذه المشاهد المعلقين والجماهير… على حد سواء.

ويعتبر ما حدث ليلة 28 أيار/مايو نادرا جدا في نهائي مسابقة بحجم دوري أبطال أوروبا الذي انطلق بتأخير 36 دقيقة بسبب الحوادث التي جدت في محيط الملعب. وحاول عدد كبير من المشجعين القفز فوق الحواجز للدخول إلى المدرجات. وهو ما أدى إلى صدامات مع قوات الأمن التي لم تجد بدا من استعمال الغاز المسيل للدموع لإبعادهم.

it

فوضى قبل وأثناء نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في باريس.. ماذا حدث؟


تذاكر “مزورة”

من جهته، قرر محافظ شرطة باريس ديدييه لالمان اللجوء إلى القضاء لاشتباهه في “عمليات تزوير واسعة لتذاكر الدخول” للمباراة النهائية مؤكدا أن ذلك كان يمكن أن يتسبب في تداعيات خطيرة على أمن المشاهد. أما وزير الداخلية الفرنسية فقد وجه الاتهام لآلاف الجماهير الإنكليزية بالقدوم دون تذاكر أو بتذاكر مزيفة للملعب ومحاولة الدخول بالقوة و”الاعتداء في بعض الأحيان”.

عثمان طايبي، الصحفي الرياضي في فرانس24 كان حاضرا لتغطية المباراة يشير إلى أن المشكلة بدأت بتوافد عشرات الآلاف من مشجعي ليفربول على باريس في حين أن عدد التذاكر المخصصة للفريق لا تتجاوز 20 ألفا.

ويضيف طايبي أن “الآلاف من غير حاملي التذاكر كان يأملون في الحصول عليها من السوق السوداء ولو بأسعار خيالية لكنهم سقطوا في فخ التذاكر المزورة. ما حدث هو أن حاملي التذاكر المزورة تم وقف تقدمهم في نقطة المراقبة الآلية أمام الملعب ومع تكدسهم أمام الحواجز بدأت الأمور بالتدهور وأخذت منحى تفاوضيا، الكثير منهم كانوا في حالة ثمالة ما أفقدهم السيطرة على أعصابهم”.

ويرى طايبي أن ظروف التنظيم كانت كالمعتاد في الملعب الذي احتضن فعاليات محلية ودولية كثيرة بمدرجات ممتئلة دون وقوع مشاكل. مردفا “أرى أن الحل (في المستقبل) يكمن في إشراك الأندية في عملية تنقل الجماهير وإقامتها وحصولها على التذاكر”.

 

رجال شرطة يغلقون أحد مناقذ ستاد دو فرانس قبل انطلاق نهائي دوري أبطال أوروبا، 28 أيار/ مايو 2022.
رجال شرطة يغلقون أحد مناقذ ستاد دو فرانس قبل انطلاق نهائي دوري أبطال أوروبا، 28 أيار/ مايو 2022. © أسوشيتد برس

وكانت تقديرات أشارت إلى توافد نحو 60 من مشجعي ليفربول إلى باريس في حين لا يتجاوز عدد التذاكر المخصصة للفريق الإنكليزي 20 ألفا. وغصت بهم شوارع وحانات العاصمة الفرنسية.

السلطات الفرنسية سارعت بأخذ الأمور على محمل الجد حيث عقدت وزارة الرياضة والألعاب الأولمبية اجتماعا صباح الاثنين مع منظمي النهائي والشرطة والسلطات المحلية لـ”تحديد مكامن الخلل” فيما يخص دخول المشجعين إلى الملعب.

من جهتها، ألقت وزيرة الرياضة الفرنسية الإثنين باللوم على نادي ليفربول الإنكليزي في الفوضى التي صاحبت النهائي  لكنها عبرت عن أسفها لاستخدام الغاز المسيل للدموع ضد بعض المشجعين.

وأضافت الوزيرة أن بين 30 ألفا أو 40 ألف مشجع لليفربول كانوا يحملون تذاكر مزوّرة أو غير مزودين بتذاكر لمشاهدة المباراة النهائية للمسابقة القارية الأولى “يجب أن نرى من أين أتت تلك التذاكر المزورة… وكيف تم إنتاجها  بهذه الأعداد الكبيرة”.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو قوات مكافحة الشغب بصدد ملاحقة الجماهير خارج الملعب فيما أظهرت أخرى مشجعين يحملون تذاكر دخول يشتكون من عدم قدرتهم للدخول إلى الملعب.

وبعيدا عن ملعب سان دوني، غصت مناطق المشجعين بأنصار الفريقين الإسباني والإنكليزي دون مشاكل تذكر حيث حضر إلى باريس أكثر من 30 ألف مشجع إنكليزي و6 آلاف مشجع إسباني.

الصحافي الرياضي في وكالة أسوشييتد برس ستيف دوغلاس اتهم قوات الأمن الفرنسية بإجباره على حذف صور مشاهد الصدامات بين قوات الأمن والمشجعين، فيما أكد زميله بوب هاريس أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” تدخلوا لفض الخلاف.

مسؤولية مشتركة

ويقول سيلفان هنري المختص في الشؤون الرياضية الدولية إن مثل هذه الأمور “لا تحدث إلا في مباريات كرة القدم” مضيفا أن نهائي بطولة أوروبا للرغبي جرى في نفس التوقيت في ملعب مرسيليا بحضور الآلاف من المشجعين الأيرلنديين دون مشاكل تذكر. هناك مشاكل مع مشجعي كرة القدم والإنكليز منهم بالخصوص”. وذكّر هنري بالأحداث والصدامات التي رافقت نهائي يورو 2016 في نفس الملعب.

لكن هذا الخبير يقدر أن المشكلة الكبيرة تتعلق باليويفا لأنها “الطرف المنظم للمباراة ولم تتخذ الإجراءات الأمنية اللازمة” مضيفا “هناك مشاكل في نقاط التثبت من المشجعين التي يجب ألا يقل عددها عن خمسة ولكنها لم تكن موجودة هذه المرة وهو ما يفسر هذه الأحداث. ولكن توجد أيضا مسؤولية الدولة الفرنسية التي كان عليها التنسيق جيدا مع يويفا”.

وزارة الداخلية الفرنسية نشرت 6800 شرطي ورجل إسعاف وعددا كبير من أعوان الأمن تحسبا لمباراة السبت الماضي. وهي نفس الطريقة التي تخطط بها فرنسا أثناء استضافتها كأس العالم للرغبي في 2023 والألعاب الأولمبية باريس 2024.

“ليلة الفوضى” و”الهمجية”

يرى المدير التنفيذي لشبكة “مشجعي كرة القدم في أوروبا” رونان إيفان أن هذه الأحداث شوهت السمعة التنظيمية لفرنسا وخلف هذا الفشل أسئلة بشأن قدرة البلاد على تنظيم أحداث بهذا الحجم مضيفا “في كل مرة، نكرر نفس طرق التنظيم التي فشلت في الماضي. هناك حاجة ملحة لتحديث طريقة تأمين مثل هذه المقابلات”.

غداة هذا الجدل، انتقلت الانتقادات إلى الساحة السياسية الفرنسية في الوقت الذي تعرف فيه البلاد أوج حملة الانتخابات التشريعية المقررة في منتصف يونيو/ حزيران المقبل حيث لم تفلت أبرز وجوه المعارضة هذه الفرصة للتنديد بفشل تنظيمي للسلطات الفرنسية المسؤولة.

أما قصر الإليزيه فذكر بسياق تنظيم المباراة في باريس بعد أن كان من المفترض تنظيمها في سان بطرسبورغ الروسية لكن الهجوم الروسي لأوكرانيا جعل فرنسا تنال فرصة تنظيم النهائي في حيز زمني لا يتجاوز ثلاثة أشهر.

وسائل الإعلام الأوروبية استعملت أقسى العبارات في انتقادها لما حدث في ملعب “ستاد دو فرانس”، حيث نقلت شهادة شقيق مدافع ليفربول جول ماتيب الذي اضطر للجوء إلى مطعم مع زوجته هربا من دخان العبوات المسيلة للدموع التي أطلقت باتجاههم.

فيما نشرت صحيفة تليغراف شهادة مخيبة لمدير قسم كرة القدم فيها جايسون بيرت الذي قال إن بعض مشجعي ليفربول كانوا ينتظرون الدخول بهدوء لمدة ثلاث ساعات مؤكدا أن عملية تفريق المشجعين بالغاز المسيل للدموع بمثابة “العار”.

مشجعو ليفربول يحاولون الاحتماء من الغاز المسيل للدموع قبل الدخول لستاد دو فرانس قبل انطلاق نهائي دوري أبطال أوروبا.
مشجعو ليفربول يحاولون الاحتماء من الغاز المسيل للدموع قبل الدخول لستاد دو فرانس قبل انطلاق نهائي دوري أبطال أوروبا. © رويترز

أما الصحافة الإسبانية المنتشية بفوز القلعة البيضاء فوجهت سهام نقدها لما وصفته بـ”همجية” مشجعي ليفربول الذين جاءوا للملعب دون تذاكر وكادوا أن يتسببوا بـ”كارثة”.

صحيفة بيلد الألمانية وصفت بدورها ما حدث بـ”سهرة الفوضى” موجهة انتقادها لطريقة تنظيم يويفا للمباراة.

أما صحيفة كوريري ديلو سبورت الإيطالية فتحدثت عن ليلة سيئة لفرنسا اختلطت فيها المشاكل الأمنية بالاضطرابات في وسائل النقل مذكرة بحدوث مشاكل مشابهة في مباريات الدوري الفرنسي هذا العام.

عمر التيس

[ad_2]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى