السياسة السودانية

زاهر بخيت الفكي يكتب: خليتو فيها ثقة..!!

[ad_1]

في خريف العام قبل الماضي، رفض أهالي إحدى قرى الجزيرة، بعض المعينات والمواد الغذائية، لمجابهة السيول التي اجتاحت قريتهم، والتي جاءتهم كإغاثة من إحدى الدول العربية، ولم يكُن رفضهم لها، من باب عدم حاجتهم لها، بل كانوا في أشد الحاجة، ولكنّهم رفضوا أن يتم تصويرهم أثناء استلامهم للإغاثة، واعتبروها من الذلة، وقد وجدوا الاشادة وقتها من الجميع، بل وادرجنا الفعل في خانةِ العفة، وروّجنا في وسائطنا لتلك الفيديوهات، التي تحدث فيها أحدهم نيابة عن الأهل، منفعلاً رافضاً للتصوير، وما زالت قناعتي راسخة، بأنّ حاجة بعضهم الماسة لم تكن لتمنعهم من استلام الإغاثة، بأي شكل من الأشكال، وللضرورة أحكام.
وحتى لا نتجه في ناحية سوء الظن، ونتهم الجهات المرسلة للإغاثة، بأنّ تصويرهم لأهلنا كان من باب الامتنان علينا بأفضالهم، علينا العودة للوراء، لنرى دوافع تصويرهم لنا، وأسباب زعزعة ثقتهم فينا، وما فعلناه في اغاثاتهم لنا من قبل.

بعناها في سوق الله وأكبر، فرشناها في الأسواق والعين تشوف، وما لم يجد طريقه للأسواق، فسد في المخازن، فلتسمتع الفئران والحشرات بها، بدلاً من أن تصل لأصحابها، من الفقراء والمحتاجين وما أكثرهم، للأسف بيننا من لا يتورعون عن أكل الحرام، ومن لا تعنيهم حاجة الغير، ما يهمهم فقط أن تمتلئ جيوبهم بالأموال، وأن يفرح ويبتهج بالطيبات العيال، إنهم تجار تخصصوا في استغلال الأزمات، أدمنوا بيع كُل ما يخص المواطن، بل هم لصوص بمعنى أصح، أسوأ بكثير من زوار الليل، إنّهم يسرقون في وضح النهار، لا يتسورون الجدران، إنهم ينهبون المخازن، التي استأمنوهم عليها، دون أن يرمش لهم جفن، ومن اعتاد التكسُب هكذا، لاشباع نفسه المريضة، يختفي عنده الحد الفاصل بين الحرام والحلال.

حسب صحيفتنا الجريدة، أوصت مسؤولة بوزارة الصحة السودانية، بإجراء تحقيق حول تسرب أدوية وفرتها الإمارات للمتضررين من الفيضانات، إلى السوق، وضبطت السُّلطات في أوائل مارس المنصرم، عقاقير وأدوية تخص المنحة الإماراتية للمتأثرين بالسيول والفيضانات في مخزن تجاري بالعاصمة الخرطوم، وفي 14 مارس المنصرم، أرسلت سفارة الإمارات في الخرطوم خطابا إلى وزارة الخارجية، يستفسر ما نشر في صحيفة “الانتباهة” حول حقيقة ضبطية الأدوية وطلبت إطلاعها على الإجراءات التي جرت حيال هذا الأمر الذي قالت إنه يؤثر على مصداقية المساعدات وطريقها توزيعها.
الأخت المسؤولة كتر خيرها خايفة على مصداقيتنا من أن تتأثر، قومِك يا ستي تصرّفوا في الأدوية التي يحتاجها طُلّاب العافية، تصرّفوا فيها وكأنّها حق خاص، استوردوه بحر أموالهم ليتربحوا منه، لا تهمهم الفضيحة، ولا يعنيهم فقداننا لثقة من هبوا لنجدتنا، ومن وقفوا معنا في ساعة الشٍدة، وأوقات الكوارث، وما قصّروا فينا أبدا، ولكن خذلتمونا أيها (الخونة) وزعزعتُم ثقتهم فينا،
ألم أقُل لكم، بإنّ جذور شُجيرات الدناءة، غاصت عميقاً في أرضنا، وكلما قطعنا منها فرعا، أو بترنا لها ساق، أنبتت لنا الأرض التريانة بماء الفساد، غيره من الفروع القذرة.

صحيفة الجريدة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى