السياسة السودانية

نزار العقيلي: (نداء القوات المسلحة)

استمعت لخطاب القائد العام للقوات المسلحة عدة مرات متتالية و انتظرت ان يخرج علينا من يوضح لنا فحوى الخطاب و لم اجد سوى الذين قرروا أن البرهان قد أعلن التعبئة العامة و آخرين قالوا إن هذا إستنفار .
من وجهة نظري لا توجد ( تعبئة ) و لا يوجد ( إستنفار ) حتى اللحظة .. فالتعبئة و الإستنفار لا تعلن عبر الخطابات .. التعبئة و الإستنفار تتم عبر قرارات .. بمعنى ان يصدر القائد العام للقوات المسلحة قرارا” يسمى قرار التعبئة العامة او قرار الإستنفار العام و كلا القرارين اذا صدروا من القائد العام يفترض ان تسبقهم او تليهم عدة إعلانات عسكرية على رأسها ( إعلان حالة الطوارئ ) و ( إعلان حظر التجوال ) .
خطاب البرهان بالأمس لا يمكن باي حال من الأحوال ان نطلق عليه إستنفارا” او تعبئة عامة فالبرهان ذات نفسه لم يذكر هذه المسميات و لكن يمكن ان نسميه ( نداء ) او ( دعوة ) للشباب لمساندة القوات المسلحة في معركة بقاء الوطن .. البرهان قرر أن ( يدعوا ) بدلا” من أن ( يفرض ) .. فقرارات مثل التعبئة و الإستنفار تعني وضع كامل البلاد بطولها و عرضها في حالة الحرب و إستنفار كافة الامكانيات البشرية و الإقتصادية و تحويلها لصالح المعركة الوطنية.. التعبئة و الإستنفار عندما يُعلن عنها لا تعني فتح باب التطوع و التجنيد فقط بل سيصبح كل شخص قادر على حمل السلاح ملزما” بالقانون ان يقدم نفسه و خدماته للقوات المسلحة و ستغلق جميع المنافذ و المعابر في وجه كل شخص قادر على حمل السلاح .
البرهان لا يسعى لهذه الخطوة لذا قرر ان يكتفي بالدعوة و المناشدة أو النداء و هي خطوة ذكية جدا” و تعتبر افضل من قرارات التعبئة و الإستنفار التي قد تفتح ابوابا” و ثغرات سياسية و أمنية و عسكرية سلبياتها اكبر من إيجابياتها .
هي نداء لكل شخص وطني غيور على بلاده و أهلها .. هي نداء للشجعان و الفرسان من شباب الوطن .. هي دعوة لن يستجيب لها إلا العاشقين لتراب هذا الوطن .. هذا النداء سيكشف لنا حجم الطابور الخامس و حجم المؤامرة الداخلية .. هذا النداء سيضع كل القوى السياسية و الادارات الأهلية و الكيانات التي وصفت نفسها بانها دروع للوطن في إختبار حقيقي و تاريخي و امام خيارين .. إما أن يدعموا ( الدعوة ) الآن او ينتظروا ( الدعوى ) بعد النصر .. و شتان بين ( دعوة ) لنيل الشرف فيها قبس من نور و ( دعوى ) لمزبلة التاريخ .
ارجو ان لا تروجوا لمسميات غير موجودة و لم تذكرها القوات المسلحة حتى الآن .. هي دعوة و نداء فقط لا غير .. يمكننا ان نسميها ( نداء القوات المسلحة ) .
جميعنا نستمتع حين نردد كلمات الشاعر محمد عوض الكريم القرشي التي انشدها الفنان الراحل عثمان الشفيع و هي ( وطن الجدود ) وطن الجدود نحن الفداء من المكاره و العدا .. هيا يا شباب .. هيا يا جنود .. هيا حطموا هذي القيود .. و ما اشبه الليلة بالبارحة لان هذا النشيد تحديدا” مرتبطا” بالحركة الوطنية و تمت كتابته و إنشاده في ايام كان فيها الشعب السوداني كله مكافحا” للخلاص و تواقا” لحريته و إستقلاله و عندما صدح عثمان الشفيع بهذا النشيد عبر الإذاعة القومية هبت جماهير الشعب في تظاهرات عظيمة في كل مدن السودان و رسمت لوحة وطنية اوحت لذات الشاعر و جعلته يكتب فورا” اغنية ( جنود الوطن ) (جنود الوطن لبوا النداء خاضوا المعارك بالدماء .. جنود الوطن شعب البلاد وهبوا النفوس فداء للبلاد .. جنود الوطن يا مثقفين لو في البوادي محاصرين أن لا نمل و لا نستكين ) و هنا الشاعر لم يكن يقصد بجنود الوطن ( العسكر ) بل يقصد كل سوداني فنحن جميعنا جند الله و جند الوطن .. ظللنا نرددها منذ طفولتنا ( نحن جند الله جند الوطن ) .. جند الوطن ليسوا العسكر المرابطين الآن في الثغور وحدهم بل نحن جميعا” يا سادتي .
عن نفسي اتمنى أن أنشر لكم سيلفي العيد ( سيلفي و القوة خلفي ) لكن لظروف خارجة عن الإرادة إسمحوا لي بتأجيل هذه الصورة .. مسألة وقت و سأكون داخل السودان حاملا” للسلاح و مفتخرا” بهذا الشرف العظيم و اتمنى من كل زملائي و دفعتي الذين سيلبون النداء ان يذكروني بأسمي على ورقة او عبر تصوير حسابي كما يفعل الحجيج في حرم البيت مع اصدقائهم .. اذكروني في حرم التمام و سوح القتال حتى يكتب لنا الله شرف اللحاق بكم .
اتمنى ان ينعاد عليكم العيد و السودان ينعم بنعمة الأمن و الأمان و خاليا” من الجنجويد و الخونة و العملاء و كل عام و انتم بالف خير أحبتي اينما كنتم داخل و خارج السودان داخل و خارج الخنادق و المرابطين على الثغور و الساعين لتلبية النداء و نيل شرف الدفاع عن الوطن .
نزار العقيلي


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى