السياسة السودانية

عبد الله مسار يكتب : عودة قحت (2)

قلنا في مقالنا عودة قحت (1)، إن هنالك ثورة في السودان قامت في أبريل 2019م بعوامل داخلية، تآمر من داخل النظام وثوار نتيجة ضغط المعيشة والأزمة الاقتصادية وطلب حياة حرة وكريمة، وخارجية وضيق في الحريات العامة ومن بعض أبناء السودان ومن بعض دول عربية وأجنبية، وقلنا تكوّنت حكومة شراكة بين المكون العسكري وقحت بعد وثيقة ولد لبات، وقلنا إن حكومة د. حمدوك جاءت بفولكر والبعثة الأممية تحت الفصل السادس، وقلنا إن فولكر جاء لينفذ أجندات خارجية ليست من صالح السودان، وقلنا إن فولكر الآن فشل في تطبيق الأجندة التي جاء من أجلها ليدخل الآن في المرحلة الثانية التي يسعى فيها للحصول على الفصل السابع، بعد أن تحدث فوضى في السودان وفق صناعته بفشل مشروع الاتفاق الإطاري وتوابعه، وقلنا إنّ هذا المسعى سيفشل عن طريق الشعب السوداني، وبمجلس الأمن عبر روسيا والصين، وعندها تقوم ثورة شعبية سلمية تطرد فولكر وسفراء بعض الدول وتعيد أمر حكم السودان إلى أهله، وتقوم حكومة شاملة ومتراضٍ عليها من أهل السودان لتقييم حكومة مدنية منتخبة لا عزل فيها وبعيدة عن الأجندات الخارجية، وهذا الذي يحدث سيبعد قحت ومصممي السودان الجديد من السيطرة على حكم السودان، وهذا يعني صعود الهامش الذي استغلته النخب وبعض دول الاستكبار لتحقق به أجنداتها عبر الحديث عن الثورة وخلقت هالة إعلامية كبيرة بتخوين بعض أبناء السودان، وقسّمت السودان الى فلول وثوار، بل حتى بإبعاد الثوار الحقيقيين من المشهد من لجان مقاومة وأحزاب كان لها القدح المعلى في التغيير حتى القوات النظامية.

إذن التغبيش وعدم الوعي والتضليل الإعلامي قد انكشف وأدرك الثوار والشعب السوداني أن حيلة إعلامية انطلت على الكل ليمرر المشروع الاستعماري الذي يقوده فولكر والرباعية وذلك بغياب الوعي الجماهيري وشيطنة أهل السودان، بل تعميتهم!!

الآن أدرك الشعب السوداني حقيقة الأمر، وعرف هل ما حدث ثورة أم مشروع استعماري يخدم مصالح دول ومجموعات خارجية وداخلية غشت الأكثرية من الشعب السوداني، بما في ذلك أحزاب سياسية وشباب ثوار، وإن المشروع معد من قبل البعض للسيطرة على موارد السودان تحت غطاء الثورة والتغيير.. إن أجندة فولكر وبعض دول الاستعمار مكشوفة لكل ذي بصيرة.

إذن، عموم الشعب السوداني أدركوا الخدعة التي قام بها ما يدعي المجتمع الدولي وهي كذبة كبيرة لا يوجد مجتمع دولي توجد/// دول عاوزة تسيطر على موارد بعض دول العالم الثالث عبر مجموعة سيناريوهات تقودها بعض الدول.

الآن، انكشف المستور ولذلك مقاومة هذا المشروع واجبٌ وطنيٌّ، وهذا ما يحدث ثورة شعبية، نعم، البلاد ومشروعا وطنيا متراضيا عليه ودستورا انتقاليا وطنيا جامعا يؤكد على ثوابت الأمة، ودعوة الى التفاف جماهيري كبير.

عليه، فشلت قحت وفشل فولكر وفشلت الرباعية وفشلت خطة فولكر كما فشل في سوريا، وفشلت الخطة البديلة، وفشل تخوين وتنويم الشعب السوداني باسم الشعارات المختلفة.

الآن صحى الشعب السوداني وصارت خياراته لمقاومة هذا المشروع الاستعماري كثيرة، واتضح أن المشروع قاصرٌ على جماعة من بعض قحت وحتى موضوع السلام ليس من اختصاصه ولا مطلوبا. ولذلك وضح مشروع الاستعمار والنخب ضد صعود الهامش برفض والتآمر عليه، ركبت النخب على ظهره والآن تنكرت له.

أين مني وأين جبريل وأين أردول وأين موسى محمد أحمد وأين مالك عقار وأين كل الحركات المسلحة التي قادت النضال والمقاومة ضد النظام السابق بشهدائها ودمائها.. أكلتموهم لحماً ورميتهم عظماً.. إنّها مَأساة!!

ولكن الشعب السوداني مُعلِّمٌ عرف وأدرك كل الحيل والاستهبال السياسي فأفشل كل المشاريع الداخلية والخارجية.. إنّه السُّودان.

تحياتي،،،

صحيفة الصيحة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى